ديـــوان: ألا ليت شعرى

ديــوان

"ألا ليت شعرى"

هو الــديوان الســادس للشاعــر

"محمــود تــوفيــق"

صدر سنة 2014


وهذا الديوان يحتوى على جزأين، الأول هو مجموعة القصائد الحديثة التى كتبها الشاعر بعد صدور كتاب مختارات من شعر محمود توفيق ولم يشملها هذا الكتاب، والثانى يحتوى على عدد من القصائد والمقطوعات التى كان الشاعر قد كتبها فى فترة شبابه الأول، والتى لم تكن قد نشرت من قبل.

ويحتوى هذا الديوان على 19 قصيدة

الجزء الأول: القصائد الحديثة:



الجزء الثانى: القصائد القديمة

( من عهد الشباب )



فوق أرض العراق

جريدة الأهالى- مايو 2003



فوق أرض ِ العراقِ يَنْدَحِرُ البَغْىُّ-

وتَهوِى جَحافِلُ البَغْى ذُعرا..

ومن الرافدين يَنْدَلِعُ البأسُ-

ليُصْلى مَعاقِلَ البغى جَمرا

يا أسودَ العِراق حَيَّاكُم الفَخْرُ-

فقد كنتمو على الأرضِ فَخْرا..

فانظروا للدماءِ تنسابُ حَرَّى..

وهى تجرى على المواقعِ بَحرا

قَطَرَتْ من دَمّ الضحايا يَدُ الجانى-

وما زالَ مُطلَق الكَفّ حُرّا

فانشروا هذه الدِماءَ على الراياتِ-

يَخفِقن كالمشاعلِ حُمرا

واسمعوا صَيحةً من الأرضِ تعلو-

إن هذى الدماءَ تطلُبُ ثأرا

إن هذى الدماءَ تهتِفُ بالأحرار-

أن أطلِعوا من الليلِ فَجرا

***

كُلّما قامَ للخيانةِ صَرْحُ..

حَفَرَ الشعبُ للخيانةِ قَبرا

وغداً يَطْلُعُ الصباحُ علينا

فإذا بالقيودِ يُصهرنَ صَهرا

يَتهاوى الطُغاةُ صَرْعُى على أرض ٍ-

سَقَوها من المدامِعِ دَهْرا

وتسيرُ الشعوبُ قُدْماً لتبنى -

عالَماً مُشْرِقَ الأسارير حُرَّا

العراق الشهيد

جريدة الأهالى - مايو 2003


أإخوَتَنا فى العراق الشهيدِ

إليكم أوَجّه هذا النداءْ..

أُخاطبكم من وراء الخطوبِ

وعَبْرَ المنايا، وفوق الدماء

بِكُرهِىَ ما مسَّكم من عِذابٍ

وما نالكم من صُنوفِ البلاء

كأنى أُطالِعُ مَوْتِ الحِسين

غَداةَ الفجيعةِ فى كربلاء

ومَصرَعَهُ بسيوفِ الجُناةِ

وغدرِ المحيطينَ والأقرباء

ولَهفَتَهُ وهو فوقَ الفُراتِ

لنفحةِ ظِلٍ وشَربَةِ ماء

***

فقدنا ببغدادَ خيرَ الرفاق

وخيرَ الأحبَّة~ والأصدقاء

وكانوا بُناةَ العُلا الأكرمين

حُمَاةَ الحِمى، وأُسودَ اللقاء

هَوَتْ بَعدَهم كُلُّ تلك الحصونِ

ومادَتْ دعائمُ هذا البناء

وجاسَ العَدُّو خِلالِ الديار

وحَلَّ الخَرابُ، وعَمَّ الشقاء

***

سيبكى على عهدكم بالعراق

رُعاةُ العُهودِ، وأهلُ الوفاء

وكُلُّ فتى أنجَبتْهُ العُلا

لتُرضِعَهُ المجدَ والكبرياء

وماجِدةٍ قد كساها الوقارُ

ثيابَ العفاف، وتاجَ الإباء

وكلُّ فتاةٍ جَلاها الضُحِى

وأسْفَرَ عن حُسِنها والبهاء

وكلُّ جَوادِ طَغَى فى العِنانِ

وصاهلةٍ أجْهَشَتْ بالبكاء

وكُلُّ النخيلِ على الرافدينِ

تجَّردَ من حُسْنِه والرِواء

جرى الحزنُ فى ثمراتِ النخيلِ

فأقلعَ عن بَذْلِهِ والعطاء!

***

سأبكى على عَهدكمْ ما حييتُ

بدمع الإِخاءِ، ودمعِ الوفاء

وأعرِفُ أنى أخوضُ الجحيمَ

وأمسِكُ فى قبضَتَىَّ الخِواء

ولكننى شاعرُ لا يحيدُ

عن الصِدقِ مهما دعاهُ الرياء

ولستُ سوى شاهدٍ زلزلَتْهُ

صروفُ الزمان، وحُكم القضاء