شقيق الروح

فى رثاء العزيز الراحل

اللواء مصطفى شاهين


يا مصطفى، يا شقيق الروح، أرّقنى

طولُ البَعاد، وجُرحُ ليس يلتئمُ

قد كنتَ لى روضةً فيحاءَ وارفةً

عَبيرُها الؤدُّ، والإخلاصُ، والكرمُ

وكنتَ نبعَ حَنانٍ لا يُكَدّرُهُ

رغمَ الشدائدِ، لا ضيقُ ولا سَأَمُ

كانت حواليكَ كلُّ الأرضِ زاهرةً

حتى نأيتَ فغاضَ العِطرُ والنَغَم

لم يَبقَ من بَهجةِ الدنيا وفرحَتِها

بعدَ النوازلِ.. إلا الحُزنُ والألم

***

طِبتَ حَياً وميّتاً أيها الغالى

وطابت أيامُكَ العَسجديّة

وزمانُ كأنه غَفوةُ السَهران

فى فَجر ليلةٍ شاعرية

نَضَّرتْهُ المُنَى فجاشتْ حَواشيهِ

بأطياف رِحلةٍ عبقرية

وَزهَتْ روضَةُ الغرامِ وأعْطَتْ

نفحاتٍ من الورود الشذيّة

كلّما فاحَ عِطْرُها ذكَّرَتْنى

بمعانيكَ، والخِلالِ الزكيةّ

***

يا شَقيقى..وصَاحبى..وخَليلى

والذى كنتُ فى الورى أرتجيه

طيَّبّ الله كُلَّ عهدِكَ بالخير

و أولاكَ كُلَّ ما تبتغيه

فى النَفوسِ التى حَنوتَ عليها..

والنسيمِ الذى تنفّستْ فيهِ

والربوعِ التى نَزَعْتَ إليها

والتُرابِ الذى مَشيتَ عليه

نَضَّرتْ روضَك الزكىّ الغوادى

وَسقَى الله مَنزلاً أنت فيهِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق