ساعة للبكاء

ديسمبر 2003


خليلَىَّ.. طوفا بأرض ِ العراقِ-

وعُوجا بنا ساعةً للبكاءْ

فقد بَلغَ الخطبُ أقصى مداهُ-

وأوغَلَ فى القَلبِ سهمُ القضاء!

***

أسيتُ لقومى على الرافدينِ-

وما نالهم من صنوف البلاءْ

مصارعُ أبطالهم فى النضالِ-

ومَقتلُ أطفالهم والنساء

وهَولُ الدمارِ، وريحُ الخراب

وبَحرُ اللهيبِ، وسيلُ الدماء

وكَيدُ العَدُوّ، وعَجْزُ الصديقِ

وعصفُ التعاسةِ بالأبرياء

***

أسِيتُ لصدامَ قَيْدَ الإسارِ-

يُحيطُ به السِفْلَةُ الأدعياء

رهينَ قيودِ العَدوّ الألدّ-

وحيداً عن الأهلِ والأصدقاء

وعن شَعبِةِ الباسلِ المُستباحِ،
وعن أمةٍ نالَ منها العناء

وزعزعَ أركانَها الحاكمونَ،

وكيدُ العدُوّ، وفَرطُ الشقاء

يُهينونه وهو رهنُ القيودِ،

بهُجرِ السِبابِ، وفُحش الهجاء

وذاك لعَمرى انتقامُ الوضيعِ،

وقدرُ الصغيرِ، وفِعل الإماء

***

ومِن عَجَبٍ أن يعودَ الزمانُ،

وتمشى عقاربهُ للوراء!

كأنّ عُرابى وفِرسانَهُ

دُعاةُ الكرامةِ والكبرياء

أسارَى يُساقون تحتَ القيودِ،

تُلاحقهم طَعَناتُ العَداء

تُحيطُ بهم ضَجَةُ الشامتين،

مَطايا العَدُوّ، ملوكِ الرياء

***

طعينَ الخِيانَةِ، إن أسلموكَ،

فقد أسلموا قَبلَك الأنبياء

كأنَّ يهوذا وأحفادَهُ-

تضيقُ بهم جَنَباتُ الفضاء

كأنّ الخيانةَ قد أصبحتْ-

صَلاةَ الصباحِ، وزادَ المساء!

***

تركتَ القُصورَ، وعيشَ القصورِ-

وأقبلتَ تحيا بهذا العَراء

لدى حُفرةٍ فى تُرابِ العراقِ-

علا قدرُها لعنانِ السماء

علا قدرُها بالكفاحِ المجيدِ،

علا قَدرُها بجلالِ الفِداء

فإن كان قد عابَكَ الشانئونِ،

وأهلُ الشماتَةِ، والأدنياء-

وإن أظهروكَ بهذا السَقامِ،

وهذا الهُزالِ، وهذا العَناء

فقد رفعوا لك بين الجموع-

لِواءً يُحيطُ به الأوفياء

وقد نَقشوا لك طىَّ القلوبِ-

وسامَ الفِداءِ، وعَهدَ الإخاء

***

أَسيتُ عليكَ حَبيبَ العُلا،

شهيدَ العروبةِ، رمزَ الإباء

وما أنا من تابعى الغالبين،

ولا خافضى الرأسِ للأقوياء

كذاكَ بَرانى العزيزُ الحكيمُ،

وألهمنى الصِدقَ، والكبرياء

ومالىَّ فيما برانى يَدُ،

له الحمدُ، يَفعلُ بى ما يشاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق