جريدة
الأهلى - أكتوبر 2004
فى
وداع الشاعر المناضل
كمال
عبد الحليم
سلامُ
عليكَ أخى، يا كمالُ-
سلامُ
على الشِعر والشاعريه
سلامُ
عليك، رفيق النضال-
سلامُ
على الُصحبَة العبقريه
***
تلوحُ
لعينَىَّ عَبْرَ الدموعِ-
مَشاهِدُ
أيامنا الخاليهْ
مَشاهِدُ
عهدِ الصِبا والشبابِ-
وأطيافُ
أحلامِه الزاهيةّ
***
وكنا
صغيرين قد وَثَّقَتْ
عُرى
اليُتْمِ والحُزنِ ما بيننا
غَربيينِ
عنْ أهلنِا والديارِ-
تَشيعُ
الكآبةُ من حَولنا
***
وسُرعان
ما حَمَلتنا الحياةُ-
على
مَوجَةِ الزمن الساحِرِ
وأينَعَ
فينا ربيعْ الشبابِ-
بفيضٍ
من الأمل الناضِرِ
***
ورحتُ
أُطالِعُ فيك النبوغَ-
وألمحُ
فيكَ وميض الذكاءْ
وما
كنتُ أعرِفُ أن الذكاءَ-
يجُزُّ
الشقاءَ على الأذكياء!
***
وقادَكَ
هذا النبوغُ الفريدْ-
إلى
كَنَفِ الثورةِ الطالعِهْ
لتُبصِر
مَطلعها من بعيْدٍ-
وتشدو
لأيامها الرائعه
***
بشِعْر
يُحَرّكُ قلبَ الجمادْ-
يَهُزُّ
النفوسَ ويُحىّ المشاعرْ
ويُنْبِتُ
من القَفْرِ زهرَ الربيعْ-
ويُضْفى
على الكون أحلامَ شاعِرْ!
***
ورُحْتَ
تَخوضُ غِمارَ النضالِ-
وترفَعُ
راياتِه العاليهْ
تقودُ
الصُفوفَ، تخوضُ الحُتوفْ-
تُصارِعُ
أمواجَها العاتيه
***
تزودُ
الشقاءَ عن البائسينْ-
كأنهمو
إخوةُ لك أو أقرباءْ
تُريدُ
لهم عاَلماً قائماً
على
الحقِ، والعَدلِ، والكبرياءْ
***
وسُرعانَ
ما اختطفتكَ السجونُ-
بأسوارِها
الجَهمة العاليهْ
بِوقْرِ
الحديدِ على مِعصميكَ-
بِظُلمةِ
أعماقِها الداجيهْ
***
مِراراً
يُحيطُ بك الظالمونَ-
مراراً
تَحيقُ بك التَجرُبه
كأنك
يونُسُ رَهْنَ البلاءِ-
تُحيطُ
به الظُلمةُ المُرعبه!
***
إلى
أن سقطتَ صريعَ الشقاءِ-
شهيدَ
النضالِ، طعينَ الجُحودْ
وأعَرضَ
عنك بريقُ الحياةِ-
فأعرضتَ
عن كُلّ ما فى الوجودْ!
***
وكُنتَ
الصديقَ، وكنتَ الرفيقْ-
وكُنتَ
الأخ العذبَ للبائسينْ
تُكفكِفُ
عنهم دموعَ الشقاءْ
وتمسحُ
عنهم عَناءَ السنينْ
***
فلا
سكنَتْ أنفُسُ الغاشمينَ-
ولا
هجعتْ أعين المجرمينْ
ولا
أدركتهمْ ظِلالُ السلامِ-
ولا
رحمةُ الله بالعالمين
***
ويا
أيها الشاعر العبقرىُّ-
ويا
أيها العاشقُ المُستهامْ
ويا
أسداً أثخَنَتْهُ الجِراحُ-
عليكَ
من المُخلصين السلامْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق