ليلة العيد

حلوان سنة 1943


ليلةَ العيدِ.. أينَ فجرُ شبابى

ضَلَّ عَقلى.. فلستُ أعلَمُ مابى

ضَلّ عَقلى بين الثَرى والثُريا

تائهاً فى الفضاءِ - أين صوابى

أين أحيا - فى أىّ أرض ٍ حَياتى -

ما نَعيمى ولَذَتى - وعَذَابى

ما هى النَفْسُ والفُؤادُ - أجبنِى

أنتَ يا عَقْلُ سَلوتى فى اغترابى؟

قال أنتَ الغَريبُ فى الدَهْرِ حقاً

أنتَ شئُ عن الخليقةِ نابى

أنت لُغزُ الوجودِ فى قلبكَ النابض

لونُ الدِما.. وَ لونُ الشراب

أنت فى هذه الحياة غريبُ

لست أدرى دخلت من أى باب؟

قلتُ يا عقلُ قد ضللت

رَغم بؤسى - وحيرتى - واكتئابى

عَبقرىٌ فى الدهرِ أحيا وحيداً

قد تَجَنَبْتَ صفوة الأحبابِ

وعرفتُ الحياةَ شَراً عظيماً

كيف أحيا.. والشرُّ مِلئ إهابى؟

***

قد تَأملتُ فى الوجود طويلاً

فإذا العَقْلُ مَنبع الأوصَابِ

ساءَ ظنى بالناسِ مّذ كان عقلى

فإذا بى مع الأسى فى الركاب

وإذا بى أحدو مَواكِبَ يأس ٍ

فى حياةٍ مليئةٍ بالعذاب

فيه أقضى - وفيه أبُعث حياً

فإذا بى مكبلٌ باغترابى

***

ليلة العِيد ما لمثلى عِيدُ

أنت رَمزُ الهنا عَلى الأبوابِ

وأنا البائسُ المَعنىّ ومثلى

بائسُ ، بائسُ ، ليومِ الحسابِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق