العراق الشهيد

جريدة الأهالى - مايو 2003


أإخوَتَنا فى العراق الشهيدِ

إليكم أوَجّه هذا النداءْ..

أُخاطبكم من وراء الخطوبِ

وعَبْرَ المنايا، وفوق الدماء

بِكُرهِىَ ما مسَّكم من عِذابٍ

وما نالكم من صُنوفِ البلاء

كأنى أُطالِعُ مَوْتِ الحِسين

غَداةَ الفجيعةِ فى كربلاء

ومَصرَعَهُ بسيوفِ الجُناةِ

وغدرِ المحيطينَ والأقرباء

ولَهفَتَهُ وهو فوقَ الفُراتِ

لنفحةِ ظِلٍ وشَربَةِ ماء

***

فقدنا ببغدادَ خيرَ الرفاق

وخيرَ الأحبَّة~ والأصدقاء

وكانوا بُناةَ العُلا الأكرمين

حُمَاةَ الحِمى، وأُسودَ اللقاء

هَوَتْ بَعدَهم كُلُّ تلك الحصونِ

ومادَتْ دعائمُ هذا البناء

وجاسَ العَدُّو خِلالِ الديار

وحَلَّ الخَرابُ، وعَمَّ الشقاء

***

سيبكى على عهدكم بالعراق

رُعاةُ العُهودِ، وأهلُ الوفاء

وكُلُّ فتى أنجَبتْهُ العُلا

لتُرضِعَهُ المجدَ والكبرياء

وماجِدةٍ قد كساها الوقارُ

ثيابَ العفاف، وتاجَ الإباء

وكلُّ فتاةٍ جَلاها الضُحِى

وأسْفَرَ عن حُسِنها والبهاء

وكلُّ جَوادِ طَغَى فى العِنانِ

وصاهلةٍ أجْهَشَتْ بالبكاء

وكُلُّ النخيلِ على الرافدينِ

تجَّردَ من حُسْنِه والرِواء

جرى الحزنُ فى ثمراتِ النخيلِ

فأقلعَ عن بَذْلِهِ والعطاء!

***

سأبكى على عَهدكمْ ما حييتُ

بدمع الإِخاءِ، ودمعِ الوفاء

وأعرِفُ أنى أخوضُ الجحيمَ

وأمسِكُ فى قبضَتَىَّ الخِواء

ولكننى شاعرُ لا يحيدُ

عن الصِدقِ مهما دعاهُ الرياء

ولستُ سوى شاهدٍ زلزلَتْهُ

صروفُ الزمان، وحُكم القضاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق