همسات الزهور

 شبرا الثانوية سنة 1944


نفحات تضُوع فى الروضِ عِطراً

وهى تنسابُ فى بَهِى ّ ردائه

من رَفيفِ الزهورِ فى مَطلع الفَجرِ

تّخذنَ العُطورَ من أندائه

ولَبِسنَ الجَمالَ من كُلّ لَونٍ

لمحات الصباح بَعضُ ضيائه

من رَفيف ٍ تَخالُ فيه نشيداً

صَدحاتُ الطيورِ من أصْدائه

ما تَرى الطيرَ إن رأى الزهرَ يشدو

بحنينٍ مُرَجَّعٍ فى غِنائه

بحنينٍ يّسرى إلى كُلّ فجٍ

صاعداً فى معارجٍ من روائه

***

غَزَلُ الطَير فى الزهور إذا ما

أقبلَ الصُبح فى بَهىّ صَفائه

يتراءى فى مَوكبِ النُور يَحدو

كُلَّ حُسنٍ يَفيضُ من أرجائه

وإذا ودَّعَ الضِياءُ وَوَلّى

نحو سِتْرٍ مُبالِغِ فى خفائه

ليس تُغنى فى كَشْفِه وثباتُ

لخيالٍ مجنَّحٍ من ذكائِه

صَدَحَ الطير بالغناء صَدَى قلبٍ

تَخالُ العّذابَ فى بُرَحائه

فى هُدوءٍ كَأنّ فيه الأمانى

تتهاوى فى صَمِتهِ وانطوائه

وتَظلُّ الزهورُ تبكى إلى أن

يُطِلعَ الكونُ فَجْرَه من سمائه

فإذا بالزهورِ شَرقى من الدمعِ

نَدىً ذابت المعانى بمائه

***

همساتُ الزهورِ تكشفُ سرَّاً

كسَرابِ الخيالِ فى بّيدائه

كَمْ هَفَتْ نحوه العُقول وآبتْ

وهى ظَمأى لرَشْفَةٍ من سِقائه

انما السِرُّ فى الحياة حنينُ

يجعلُ القلبَ نابضاً بدمائه

أصْغِ تسمعْ من الزهورِ لحُوناً

من معانى الحنين فى أهوائه

من معانى الحنينِ يسرى فتسرى

نبضاتُ الحياةِ فى أطوئه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق